العاب و ثقافة
العاب و ثقافة
العاب و ثقافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


العاب وثقافة وترفيه تعلم تسلية مهارات ذكاء بديهة مكتسب مميز معرفة فراسة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» موعد تسجيل شهادة البكالوريا بالجزائر 2014
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالثلاثاء أكتوبر 08, 2013 2:38 pm من طرف Admin

» حلويات رمضانيه جزائريه
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالخميس يوليو 04, 2013 10:17 am من طرف Admin

» أركان الصلاة أربعة عشر‏:‏ وهي كما يلي‏
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالثلاثاء يونيو 04, 2013 7:37 pm من طرف Admin

» ]أركان الصلاة وواجباتها وسننها
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالثلاثاء يونيو 04, 2013 6:38 pm من طرف Admin

» دعاء امير المؤمنين علي ابن ابي طالب لسعة الرزق
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالثلاثاء يونيو 04, 2013 10:28 am من طرف Admin

» (تحية الإسلام) : (( إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه)).
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالثلاثاء يونيو 04, 2013 9:44 am من طرف Admin

» التحية وآدابها علي بن عبدالعزيز الراجحي
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالثلاثاء يونيو 04, 2013 9:06 am من طرف Admin

» قصّة النبي سليمان من اكثر قصص الانبياء اثارة وغرابة
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالإثنين يونيو 03, 2013 9:36 pm من طرف Admin

» أحسن القصص:آدم عليه السلام
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالإثنين يونيو 03, 2013 9:14 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني





 

 وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 86
تاريخ التسجيل : 24/02/2013
العمر : 48
الموقع : http://proudtobeamuslim75.webs.com

امينة
العاب: 1
لعبة:
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Left_bar_bleue2/2وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Empty_bar_bleue  (2/2)
كرت:

وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Empty
مُساهمةموضوع: وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده   وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده Emptyالأحد مايو 26, 2013 11:04 am

[size=18كرامـة الله لعبـــــاده
فَفُتحتْ لهم أشجار الجنة بحلل مصفوفة بنور الرحمن، فأُلبسوا. ثم ناداهم الرب من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري، وجيراني ووفدي، أكلوا وشربوا وفكهوا وكسوا، طيبوهم، فهاجت عليهم ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة، بأنابيب المسك الأبيض الأذفر، فنضحت على وجوههم من غير غبار ولا قتار. ثم يناديهم الرب تبارك وتعالى من وراء الحجب: مرحبا بعبادي وزواري، وجيراني ووفدي، أكلوا وشربوا وفكهوا وكسوا وطيبوا، وعزتي وجلالي لأتجلين لهم حتى ينظروا إلي، فذلك منتهى العطايا، وفضل المزيد، فيتجلى الرب تبارك وتعالى، فيقول: السلام عليكم عبادي، انظروا إلي، فقد رضيت عنكم، فتداعت قصور الجنة وأشجارها واهتزت، تقول: سبحانك، أربع مرات، وخر القوم سجدا، فناداهم الرب عز وجل: ارفعوا رؤوسكم، فإنها ليست بدار عمل، ولا بدار نصب، وإنما هي دار جزاء ودار ثواب، وعزتي وجلالي، ما خلقتها إلا لأجلكم، وما من ساعة ذكرتموني فيها في دار الدنيا إلا ذكرتكم فوق عرشي.
فالمؤمنون أرواحهم في جوف طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت، تَرِدُ أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، وقد وَجدوا طيب مأكلهم، ومشربهم، ومقيلهم، فينادي فيهم منادٍ: أن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وأن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وأن لكم أن تشبوا ولا تهرموا، وأن لكم أن تنعموا ولا تبأسوا، فذلك قوله عز وجل: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون).
ســوق الجنـــة
وأهل الجنة إذا دخلوا الجنة نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يُؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون ربهم، ويبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم، وما فيهم دني، على كثبان المسك والكافور، وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا، فيرون ربهم، لا يمارون في رؤيته، ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة، حتى يقول للرجل منهم: يا فلان بن فلان، أتذكر يوم قلتَ كذا وكذا؟ فيُذَكر ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب، أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى، فسعة مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه.
فبينما نحن على ذلك، تغشانا سحابة من فوقنا، فتمطر علينا طيبا، لم نجد مثل ريحه شيئا قط، ويقول ربنا تبارك وتعالى: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم، فنأتي سوقا قد حفتْ به الملائكة، ما فيه بيع ولا شراء، إلا الصور من النساء والرجال، فإذا اشتهى أحدنا صورة دخل فيها، وفيه ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب، فيحمل لنا ما اشتهينا.
وفيه مجمع للحور العين، يرفعن أصواتا لم نر ولم نسمع مثلها قط، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن الناعمات فلا نبؤس، فطوبى لمن كان لنا وكنا له. وفي ذلك السوق نلقى بعضنا بعضا، فيقبل الواحد منا ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه، وما فينا دني، فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل إليه ما هو أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، ثم ننصرف إلى منازلنا، فتتلقانا أزواجنا، فيقلن: مرحبا وأهلا، لقد جئتَ وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه، فنقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا.
تزاور أهـل الجنـــة
ونتزاور على المطايا والنجب، فنؤتى في الجنة بخيل مسرجة ملجمة، لا تروث ولا تبول، فنركبها حتى ننتهي حيث شاء الله عز وجل، فيأتينا مثل السحابة، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، فنقول: أمطري علينا، فما يزال المطر علينا حتى ينتهي ذلك فوق أمانينا، ثم يبعثُ الله ريحاً غير مؤذية، فتنسف كثباناً من مسك، عن أيماننا وعن شمائلنا، فنأخذ ذلك المسك في نواصي خيولنا وفي معارفها، وفي رؤوسنا، ولكل رجل منا جمة على ما اشتهت نفسه، فيتعلق ذلك المسك في تلك الجمام، وفي الخيل، وفيما سوى ذلك من الثياب، ثم نُقبِل حتى ننتهي إلى ما شاء الله، فإذا المرأة تناديك: يا عبد الله، أما لك فينا حاجة؟ فتقول: ما أنتِ، ومن أنتِ؟ فتقول: أنا زوجتك، وحبك، فتقول: ما كنتُ علمتُ بمكانك، فتقول آرأه: أَوَ ما تعلم أن الله تعالى قال: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)، فتقول: بلى وربي، فلعلك تُشغَل عنها بعد ذلك الموقف أربعين خريفاً، لا تلتفت ولا تعود، ولا يشغلك عنها إلا ما أنت فيه من النعيم والكرامة.
وإذا اشتقتَ يا عبد الله إلى أخيك المؤمن في الجنة، يسير سريرك إلى سريره، وسريره إلى سريرك، حتى تجتمعا جميعاً، فتتكئ أنت ويتكئ هو، فتقول لصاحبك: أتعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبك: نعم، يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا.
رؤيـة أهـل الجنــة لربهـم عـز وجـل
وبينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، وذلك قول الله: (سلام قولا من رب رحيم)، تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ربَّنا، وأي خير لم تفعله بنا؟ ألست أعنتنا على سكرات الموت، وآنستَ منا الوحشة في ظلمات القبور، وآمنتَ روعتنا عند النفخة في الصور، ألستَ أقلتَ عثراتنا، وسترتَ علينا القبيح من فعلنا، وثبَّتَ على جسر جهنم أقدامنا، ألستَ الذي أدنيتنا من جوارك، وأسمعتنا لذاذة منطقك، وتجليتَ لنا بنورك، فأي خير لم تفعله بنا! ألم تُبيِّض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار. فيكشف الحجاب، فينظر إليهم وينظرون إليه، فما أُعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ولا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه، حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم، قال تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).
وأهل الجنة إذا رأوا ربهم وأرادوا الانصراف، يُعطى كل رجل منهم رمانة خضراء، فيها سبعون حلة، لكل حلة سبعون لونا، ليس منهم حلة تشبه الأخرى، فإذا انصرفوا عن ربهم مروا في أسواق الجنة، ليس فيها بيع ولا شراء، وفيهما من الخلل والسندس والإستبرق، والحرير والرفرف والعبقري، من در وياقوت، وأكاليل معلقة، فيأخذون من تلك الأسواق من هذه الأصناف ما شاءوا، ولا ينقص من تلك الأسواق شيئا، وفيها صور كصور الناس، مِن أحسن ما يكون من الصور، مكتوب في نحر كل صورة منها: مَن تمنى أن يكون مثل صورتي جعل الله حسنه على صورتي، فمَن تمنى أن يكون حسن وجهه مثل حسن تلك الصورة، جعله الله على تلك الصورة، ثم ينصرفون إلى منازلهم.
وبينما هم في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم، فقال: يا أهل الجنة، سلوني، فقالوا: نسألك الرضا عنا، قال: رضائي أحلّكم داري، وأنالكم كرامتي، وهذا أوانها فسلوني، قالوا: نسألك الزيادة، فيُؤتَون بنجائب من ياقوت أحمر، أزمّتها من زمرد أخضر وياقوت أحمر، فيُحملون عليها، تضع حوافرها عند منتهى طرفيها، فيأمر الله عز وجل بأشجار عليها الثمار، فتجيءُ حوار من الحور العين، وهُن يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الخالدات فلا نموت،أزواج قوم مؤمنين كرام.
ويأمر الله عز وجل من مسك أبيض أذفر، فينثر عليهم ريحاً يقال لها المثيرة، حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن، فتقول الملائكة: يا ربنا، قد جاء القوم، فيقول: مرحباً بالصادقين، مرحباً بالطائعين، فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إلى الله تبارك وتعالى، فيتمتعون بنور الرحمن، حتى لا ينظر بعضهم بعضاً، ثم يقول: أرجعوهم إلى القصور بالتحف، فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضاً، فذلك قوله: (نزلاً من غفور رحيم).
وإن ربك عز وجل اتخذ في الجنة وادياً أفيح من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه، ثم حف الكرسي بمنابر من نور، وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب، فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه، وهو يقول: أنا الذي صدقتُكم وعدي، وأتممتُ عليكم نعمتي، هذا محل كرامتي، فسلوني، فيسألونه الرضا، فيقول الله عز وجل: رضائي أحلكم داري، وأنالكم كرامتي، فسلوني، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم، فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة، وهو من الجمعة إلى الجمعة، ثم يصعد الرب تبارك وتعالى على كرسيه، فيصعد معه الشهداء والصديقون، ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم، درة بيضاء، لا فصم فيها ولا وصم، أو ياقوتة حمراء، أو زبرجدة خضراء، منها غرفها وأبوابها، مطردة فيها أنهارها، متدلية فيها ثمارها، فيها أزواجها وخدمها، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة، ليزدادوا فيه نظراً إلى وجهه تبارك وتعالى، ولذلك دُعي يوم المزيد.
وإذا كان يوم الجمعة في الحين الذي يخرج فيه أهل الجمعة إلى جمعتهم، نادى منادٍ: يا أهل الجنة اخرجوا إلى دار المزيد، لا يعلم سعتها وعرضها وطولها إلا الله عز وجل، فيخرجون في كثبان من المسك، وإنه أشد بياضاً من الدقيق، فيخرج غلمان الأنبياء بمنابر من نور، ويخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت، فإذا وُضعت لهم، وأخذ القوم مجالسهم، بعث الله تبارك وتعالى عليهم ريحاً تُدعى المثيرة، تُثير عليهم أثابير المسك الأبيض، فتُدخله من تحت ثيابهم، وتُخرجه في وجوههم وأشعارهم، فتلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك المسك من امرأة أحدكم، ولو دُفع إليها كل طيب على وجه الأرض، ثم يوحي الله سبحانه إلى حملة العرش، فيوضع بين ظهراني الجنة، وبينه وبينهم الحجب؛ فيكون أول ما يسمعون منه أن يقول: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، وصدقوا رسلي واتبعوا أمري؟ فسلوني، فهذا يوم المزيد، فيجتمعون على كلمة واحدة: رب رضينا عنك فارض عنا، فيرجع الله تعالى في قولهم: يا أهل الجنة، إني لو لم أرض عنكم لما أسكنتُكم جنتي، فسلوني، فهذا يوم المزيد، فيجتمعون على كلمة واحدة: رب وجهك أرنا ننظر إليه، فيكشف الله تبارك وتعالى تلك الحجب، ويتجلى لهم، فيغشاهم من نوره شيء، لولا أنه قضى عليهم أن لا يحترقوا لاحترقوا مما غشيهم من نوره، ثم يُقال لهم: ارجعوا إلى منازلكم، فيَرجعون إلى منازلهم وقد خَفُوا على أزواجهم وخفين عليهم، مما غشيهم من نوره تبارك وتعالى، فإذا صاروا إلى منازلهم ترادّ النور، وأمسكن حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها، فتقول لهم أزواجهم: لقد خرجتم من عندنا على صورة، ورجعتم على غيرها، فيقولون: ذلك بأن الله تبارك وتعالى تجلى لنا فنظرنا منه إلى ما خفينا به عليكم، فلهم في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا، وذلك قوله عز وجل: (فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعين، جزاءً بما كانوا يعملون).
نــوق الجنــة
وبينما هم يتحدثون في ظل طوبى، إذ يأتيهم الملائكة بنوق مزمومة بسلاسل الذهب، كأن وجوهها المصابيح من حسنها، ذلك من غير تهيئة، نجب من غير رباية، عليها رحائل الذهب، وكسوتها سندس وإستبرق، حتى تُرفع إليهم، ثم يُسلموا عليهم، فيقولون: إن ربكم بعث إليكم بهذه الرواحل لتركبوها فتزوروه وتُسلموا عليه، فيتحول كل واحد منهم على راحلته، ثم يسيرون بها صفا واحدا في الجنة، الرجل منهم إلى جنب صاحبه، لا يجاوز أذن ناقة منها أذن صاحبتها، ولا ركبة ناقة منها ركبة صاحبتها، وإنهم ليمرون بالشجرة من شجر الجنة، فتتأخر من مكانها، فإذا وقفوا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى أسفر لهم عن وجهه الكريم، وتجلى لهم، فيُسَلَّمون عليه، ويُرحب بهم، وسلامهم عليه أن يقولوا (ربنا أنت السلام، ومن عندك السلام، ولك حق الجلال والإكرام)، فيقول لهم الجليل جل جلاله: وعليكم سلام مني، وعليكم رحمتي وكرامتي، مرحبا وأهلا بعبادي، الذين أطاعوني بالغيب، وحفظوا وصيتي، فيقولون: لا، وعزتِك ما قدرناك حق قدرك، وما أدينا إليك كل حقك، ائذن لنا أن نسجد لك، فيقول: إني قد رفعت عنكم مؤنة العبادة، وأفضيتم إلى كرامتي.
والذي نفسي بيده، إنهم إذا خرجوا من قبورهم استُقْبِلوا بنوق بيض لها أجنحة، عليها رحال الذهب، شرك نعالهم نور يتلألأ، كل خطوة منها مثل مد البصر، فينتهون إلى باب الجنة، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان، فإذا شربوا من أحدهما جرت في وجوههم بنضرة النعيم، وإذا توضأوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً، فيضربون الحلقة بالصفيحة، فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل، فتستخفها العجلة، فتبعث قَيِّمَها فيفتح له الباب، فلولا أن الله عز وجل عرّفه نفسه لخرّ له ساجداً، مما يرى من النور والبهاء، فيقول: أنا قَيِّمُك الذي وُكِّلْتُ بأمرك، فيتبعه، ويقفو أثره، فيأتي زوجته، فتستخفها العجلة، فتخرج من الخيمة، فتعانقه، وتقول: {أنت حبي وأنا حبك، وأنا الراضية فلا أسخط أبداً، وأنا الناعمة فلا أبأس أبداً، وأنا الخالدة فلا أظعن أبداً}، فيدخل بيتاً من أساسه، وطرائق صفر، ما منها طريقة تشاكل صاحبتها، فيأتي الأريكة، فإذا عليها سرير، على السرير سبعون فراشاً، على كل فراش سبعون زوجة، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من باطن الحلل، يفضي جماعهن في مقدار ليلة، تجري من تحتهم أنهار مطردة، وأنهار من ماء غير آسن، صاف ليس فيه كدر، وأنهار من عسل مصفى، لم يخرج من بطون النحل، وأنهار من خمر لذة للشاربين، لم تعصره الرجال بأقدامها، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، لم يخرج من بطون الماشية. فإذا اشتهوا الطعام جاءتهم طير بيض، فترفع أجنحتها، فيأكلون من جنوبها من أي الثمار شاءوا، إن شاء قائماً، وإن شاء متكئاً، وذلك قوله: (وجنى الجنتين دان)، وبين أيديهم خد كاللؤلؤ.
خيـــل أُخَـــــر
ومن يدخل الجنة يُؤتى بفرس من ياقوتة حمراء، لها جناحان، لا تبول ولا تروث، يَقعد عليها، ثم يَطير بها في الجنة حيث شاء، فيتجلى لهم الجبار، فإذا رأوه خروا له سجدا، فيقول لهم: ارفعوا رؤوسكم، فإن هذا ليس يوم عمل، إنما هو يوم نعيم وكرامة، فيرفعون رؤوسهم، فيمطر عليهم طيبا، فيمرون بكثبان المسك، فيبعث الله على تلك الكثبان ريحا فتهيجها عليهم، حتى إنهم ليرجعون إلى أهليهم وإنهم لشعث غبر.
وإنهم ليؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة، لا تروث ولا تبول، فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله عز وجل، فيأتيهم مثل السحابة، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، فيقولون: أمطري علينا، فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم، ثم يبعث الله ريحا غير مؤذية، فتنسف كثائب من مسك، عن أيمانهم وعن شمائلهم، فيأخذ ذلك المسك في نواصي خيولهم، وفي مفارقهم، وفي رؤوسهم، ولكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه، فيتعلق ذلك المسك في تلك الجمام، وفي الخيل، وفيما سوى ذلك من الثياب، ثم يُقبلون حتى ينتهوا إلى ما شاء الله تعالى، فإذا المرأة تنادي بعض أولئك: يا عبد الله، أما لك فينا حاجة؟ فيقول: ما أنتِ؟ ومن أنتِ؟ فتقول: أنا زوجتك وحبك، فيقول: ما كنتُ علمتُ بمكانك، فتقول: أوما علمتَ أن الله قال: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)، فيقول: بلى وربي، فلعله يشتغل عنها بعد ذلك الموقف أربعين خريفا، لا يلتفت، ولا يعود ما يشغله عنها إلا ما هو فيه من النعيم والكرامة.
ويُؤتى بخيل وإبل هفافة، زمام أحدها خير من الدنيا وما فيها، تُزف من خلال وَرَقِ الجنة، يتزاورون عليها حيث شاءوا. فإن يُدخلك الله الجنة يا عبد الله، يكن لك فيها ما اشتهتْ نفسك، ولذتْ عينك.
أعلى أهـل الجنـة منزلـة
وأهل الجنة ليسوا سواء، بل هم في منازل مختلفة، أما أكرمهم على الله وأفضلهم منزلة، فهو من ينظر إلى وجهه الكريم كل يوم مرتين: غدوة وعشية، قال تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة)، وأعلاهم منزلة أولئك الذين أراد الله، غرس كرامتهم بيده، وختم عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ومصداقه في كتاب الله عز وجل: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين).
وإن لأعلاهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت. فالله جل ذكره خلق داراً، وجعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة، ثم أطبقها، فلم يرها أحد من خلقه، لا جبريل ولا غيره من الملائكة، (فلا تعلم نفسُ ما أخفى لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)، وخلق دون ذلك جنتين، وزينهما بما شاء، وأراهما من شاء من خلقه، فمن كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد، حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه، فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه، فيستبشرون بريحه، فيقولون: واهاً لهذا الريح، هذا ريح رجل من أهل عليين، قد خرج يسير في ملكه.
أدنى أهـل الجنـة منزلـة
وأما أدنى أهل الجنة منزلة، رجل يجيء بعد ما أُدخل أهل الجنة الجنة، فيُقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب، كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم! فيُقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك، ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيتُ رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك، فيقول: رضيتُ رب، فينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة.
وإن أدناهم قوم يكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم الله، فيُخرجهم منها، فيكونون في أدنى الجنة، فيغتسلون في نهر يقال له الحيوان، يسميهم أهل الجنة الجهنميون، لو ضاف أحدهم أهل الدنيا لفرشهم، وأطعمهم، وسقاهم، ولحفهم، وزوجهم، دون أن ينقصه ذلك شيئا.
وإن أدنى أهل الجنة منزلة، من له سبع درجات، وهو على السادسة، وفوقه السابعة، وإن له لثلاث مائة خادم، ويُغدى عليه ويُراح كل يوم ثلاث مائة صحفة من ذهب، في كل صحفة لون ليس في الأخرى، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره، وإنه ليقول: يا رب، لو أذنتَ لي لأطعمتُ أهل الجنة وسقيتهم، دون أن ينقص مما عندي شيء. وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة، سوى أزواجه من الدنيا، وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض.
وإن أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وتُنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت، كما بين الجابية إلى صنعاء. وإنه لينظر في ملكه ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر في أزواجه وخدمه.
أما آخر من يدخل الجنة، فرجل يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منكِ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين. فتُرفع له شجرة، فيقول: أي رب، أدنني من هذه الشجرة؛ لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها. ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب، أدنني من هذه؛ لأشرب من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها، لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها. ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب، أدنني من هذه؛ لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول الرجل: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها. فإذا أدناه منها، يسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب، أدخلني الجنة، فيقول له الله عز وجل: سل وتمن، ويلقنه الله ما لا علم له به، فيَسأل ويَتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا، فيقول الله: يا ابن آدم، أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ فيقول: يا رب، أتستهزئ مني وأنت رب العالمين! فيضحك الله تبارك وتعالى، ثم يقول له: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر، يا ابن آدم، لك ما سألت، وعشرة أمثاله معه.
فإذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين العباد، يفقد المؤمنون رجالا كانوا معهم في الدنيا، يصلون بصلاتهم، ويزكون بزكاتهم، ويصومون صيامهم، ويحجون حجهم، ويغزون غزوهم، فيقولون: أي ربنا، عباد من عبادك، كانوا معنا في الدنيا، يصلون صلاتنا، ويزكون زكاتنا، ويصومون صيامنا، ويحجون حجنا، ويغزون غزونا، لا نراهم! فيقول: اذهبوا إلى النار، فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه، فيجدونهم قد أخذَتهم النار على قدْر أعمالهم، فمنهم من أخذته إلى قدميه، ومنهم من أخذته إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتيه، ومنهم من أزرته، ومنهم من أخذته إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى عنقه، ولم تغش الوجوه، فيَستخرجونهم منها، فيُطرحون في ماء الحياة، وهو غسل أهل الجنة، فينبتون كما تنبت الزرعة في غثاء السيل. ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا، فيُخرجونهم منها، ثم يتحنن الله برحمته على من فيها، فما يترك فيها عبدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها.
وتُدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد، الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك، فيقول: من تنظرون؟ فنقول: ننظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فنقول: حتى ننظر إليك، فيتجلى لنا يضحك، فينطلق بنا، ونتبعه، ويُعطى كل إنسان منا (منافق أو مؤمن) نورا، ثم نتبعه، وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يُطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر، سبعون ألفا، لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء، ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة، ويشفعون، حتى يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيُجعلون بفناء الجنة، ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل، ويذهب حراقه، ثم يَسأل حتى تُجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها.
وعندما يجمع الله عز وجل الأوّلين والآخرين لميقات يوم معلوم، قياماً أربعين سنة، شاخصة أبصارهم، ينتظرون فصل القضاء، يقول الرب تبارك وتعالى: ارفعوا رؤوسكم، فيرفعون رؤوسهم، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يُعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه، ومنهم من يُعطى نوره أصغر من ذلك، ومنهم من يُعطى مثل النخلة بيده، ومنهم من يُعطى أصغر من ذلك، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه، يضيء مرةً ويُطفأ مرة، فإذا أضاء قدّم قدمه، وإذا أُطفئ قام، فيمرون على قدر نورهم، منهم من يمر كطرفة العين، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرجل، حتى يمر الذي يُعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه، تُمد يدٌ وتعلق يد، وتخر رجلٌ وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص، فإذا خلص وقف عليها فقال: الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحداً، إذ نجاني منها بعد إذ رأيتُها، فيُنطلق به إلى غدير عند باب الجنة، فيغتسل، فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم، فيرى ما في الجنة من خلل الباب، فيقول: رب أدخلني الجنة، فيقول له: أتسأل الجنة وقد نجيتُك من النار؟ فيقول: رب اجعل بيني وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها، فيدخل الجنة، ويُرفع له منزل أمام ذلك، كأن ما هو فيه إليه حلم، فيقول: رب أعطني ذلك المنزل، فيقول له: لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره، فيقول: لا، وعزتِك لا أسألك غيره، وأي منزل أحسن منه؟ فيُعطاه، فينزله. ويرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه إليه حلم، فيقول: رب أعطني ذلك المنزل، فيقول الله تبارك وتعالى له: فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره، فيقول: لا، وعزتِك يا رب، وأي منزل أحسن منه؟ فيُعطاه، فينزله، ثم يسكت. فيقول الله جل ذكره: ما لك لا تسأل؟ فيقول: رب قد سألتُك حتى استحييتُك، وأقسمتُ حتى استحييتُك، فيقول الله جل ذكره: ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه؟ فيقول: أتهزأ بي وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله، ويقول: لا، ولكني على ذلك قادر، سل، فيقول: ألحقني بالناس، فيقول: الحق بالناس، فينطلق يرمل في الجنة، حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة، فيخر ساجداً، فيُقال له: ارفع رأسك، ما لك؟ فيقول: رأيتُ ربي، أو تراءى لي ربي، فيُقال: إنما هو منزل من منازلك. ثم يَلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له، فيُقال له: مه، فيقول: رأيت أنك ملَك من الملائكة، فيقول: إنما أنا خازن من خزانك، وعبد من عبيدك، تحت يدي ألف قهرمان على ما أنا عليه، فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر، وهو من درة مجوفة، سقائفها وأبوابها، وأغلاقها ومفاتيحها، منها تستقبله جوهرة خضراء، مبطنة بحمراء، فيها سبعون باباً، كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى، في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف، أدناهن حوراء عليها سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء حللها، كبدها مرآته، وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضةً ازدادت في عينه سبعين ضعفا، فيُقال له: أشرِف، فيُشْرِف، فيُقال له: ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك.
وإن أسفل أهل الجنة درجة، رجل يدخل من باب الجنة، فيتلقاه غلمانه، فيقولون: مرحباً بسيدنا، قد آن لك أن تزورنا، فتُمد له الزرابي أربعين سنة، ثم ينظر عن يمينه وشماله، فيرى الجنان، فيقول: لمن ما ها هنا؟ فيقال: لك، حتى إذا انتهى رُفعت له ياقوتة حمراء، أو زبرجدة خضراء، لها سبعون شِعباً، في كل شِعْبٍ سبعون غرفة، في كل غرفة سبعون باباً، فيُقال: اقرأ وارق، فيرقى حتى إذا انتهى إلى سرير ملكه اتكأ عليه، سعته ميلُ في ميل، له فيه قصور، فيُسعى إليه بسبعين صحفةً من ذهب، ليس فيها صحفة فيها من لون أختها، يجد لذة آخرها كما يجد لذة أولها، ثم يُسعى إليه بألوان الأشربة، فيشرب منها ما اشتهى، ثم يقول الغلمان: اتركوه وأزواجه، فينطلق الغلمان، ثم ينظر، فإذا حوراء من الحور العين جالسة على سرير ملكها، عليها سبعون حلة، ليس منها حلة من لون صاحبتها، فيرى مخ ساقها من وراء اللحم والدم والعظم، والكسوة فوق ذلك، فينظر إليها، فيقول: من أنتِ؟ فتقول: أنا من الحور العين اللاتي خبئن لك، فينظر إليها أربعين سنة، لا يصرف بصره عنها، ثم يرفع بصره إلى الغرفة، فإذا أخرى أجمل منها، فتقول: أما آن لك أن يكون لنا منك نصيب؟ فيرقى إليها أربعين سنة، لا يصرف بصره عنها. ثم إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ، وظنوا أن لا نعيم أفضل منه، تجلى لهم الرب تبارك اسمه، فينظرون إلى وجهه الكريم، فيقول لهم: يا أهل الجنة، هللوني، فيتجاوبون بتهليل الرحمن، ثم يقول: يا داود، قم فمجدني كما كنت تمجدني في الدنيا، فيمجد داود ربه عز وجل، بصوت لم تسمع الخلائق مثله.
أمانـي أهـل الجنـة
ويقول الله عز وجل: وبلَغ الوعد الذي وَعدتُ لكم، فتمنوا، فإن لكل إنسان منكم ما تمنى، فيتمنون، فيُعطي كل واحد منهم ما تمنى، ثم يزيدهم تبارك وتعالى من فضله وكرمه ما لم تبلغ إليه أمانيهم.
وإن من أهل الجنة من يستأذن ربه في الزرع، فيقول له الله عز وجل: ألستَ فيما شئت؟ فيقول: بلى، ولكني أحب أن أزرع، فيبذر، فيبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فيكون أمثال الجبال، فيقول الله عز وجل: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يُشبعك شيء.
وإذا أراد المؤمن الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي.
والحمد لله رب العالمين][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://foufa.3oloum.com
 
وصف الجنة كرامـة الله لعبـــــاده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وصف الجنة كاملة
» وصف الجنة شجر الجنـة وثمارهـا
» أإله مع الله؟!!!
» الزنجبيل / نعمة من نعم الله
» اعانكم الله على حفضه وقدركم اجمعين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العاب و ثقافة :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: حكيات-
انتقل الى: